مظاهرات ضد المساجد في بريطانيامظاهرات ضد المساجد في بريطانيا
نظمت رابطة الدفاع الإنجليزية اليمينية مظاهرة كبيرة أمس السبت احتجاجا على بناء مسجد في مدينة دادلي، وهاجم المتظاهرون الشرطة والصحفيين بالعصي والزجاجات الفارغة، وحاولوا اجتياز حواجز الشرطة للوصول إلى مسجد المدينة.
نظمت رابطة الدفاع الإنجليزية اليمينية مظاهرة كبيرة أمس السبت احتجاجا على بناء مسجد في مدينة دادلي، وهاجم المتظاهرون الشرطة والصحفيين بالعصي والزجاجات الفارغة، وحاولوا اجتياز حواجز الشرطة للوصول إلى مسجد المدينة.
وردت الشرطة بالهري والغاز والكلاب المدربة، واعتقلت من عناصر رابطة الدفاع تسعة أشخاص خمسة منهم لحيازتهم أسلحة هجومية واثنان لخرق النظام العام واثنان للتخريب الإجرامي.
وتحولت الشوارع وسط المدينة إلى حلبة مطاردة واشتباكات بين الجماعات اليمينية وبين شبان مسلمين ومنظمة اتحدوا ضد الفاشية، أصيب فيها عدد من المحتجين.
وتعطلت الحياة في المدينة بشكل كامل وخلت الشوارع من المارة والتزم السكان منازلهم. وناشدت المبادرة الإسلامية في بريطانيا وقيادات إسلامية بالبلاد في بلاغ عاجل عبر الجزيرة نت الشباب المسلم في المدينة، إخلاء الشوارع والانصياع لتعليمات الشرطة والشيوخ الذين يعملون مع الشرطة لتهدئة الأوضاع.
إسرائيليون في المظاهرة يرفعون لافتة كتب عليها ندعم إسرائيل (الجزيرة نت)
وجاءت هذه المظاهرة بعد أحداث عنف واشتباكات وقعت الشهر الماضي في مدينة بولتون بشمال بريطانيا، بين أنصار اليمين المتطرف وعناصر رابطة الدفاع الإنجليزية ومنظمة وقف أسلمة أوروبا -الذين رفعوا الشعارات العنصرية وأعلام بريطانيا وإسرائيل- من جهة, وبين أنصار منظمة اتحدوا ضد الفاشية, حيث اعتقلت الشرطة أكثر من 130 من أنصار اليمين المتطرف وعشرة من المناهضين للفاشية كما أصيب عدد آخر.
ورصدت الجزيرة نت بعض الإسرائيليين الذين شاركوا في المظاهرة وهم يحملون الأعلام الإسرائيلية وتحدثت معهم باللغة العبرية، مما يؤكد مشاركة الإسرائيليين في مظاهرات العنصريين.
وقال يمان بينيت السكرتير المساعد لمنظمة اتحدوا ضد الفاشية في تصريح للجزيرة نت إن الناس احتشدوا اليوم في وسط مدينة دادلي تضامنا مع الجالية المسلمة وإن هذا الحشد الهائل يمثل الوجه الحقيقي للمدينة المتعددة الثقافات والأعراق، معربا عن فخره لوقوف المدينة في وحدة وطنية لمكافحة العنصرية والفاشية.
وتيرة العداء للإسلام
واعتبر رئيس المبادرة الإسلامية في بريطانيا محمد صوالحة في تصريح للجزيرة نت أن هذه التحركات العنصرية تأتي ضد المظاهر الإسلامية في بريطانيا، لتظهر ارتفاع وتيرة العداء للإسلام وللوجود الإسلامي في أوروبا.
كما أن اقتراب موعد الانتخابات العامة المتوقع أن تكون في 6 من مايو/أيار القادم يعتبر فرصة لهؤلاء العنصريين لتخويف الناخب البريطاني من الوجود الإسلامي.
وأعرب صوالحة عن قلقه الشديد من العدد المتزايد من المرشحين لعضوية البرلمان البريطاني الذين باتوا يتأثرون بالخطاب العنصري ويتناغمون مع مطالب المتطرفين بالحديث عن مخاطر الهجرة وتهديدها للهوية البريطانية.
وأوضح صوالحة أن الحزب القومي البريطاني المتطرف في آخر انتخابات جرت في بريطانيا لاختيار أعضاء البرلمان الأوروبي حصل على مقعدين لأول مرة.
وحمل رئيس المبادرة الإسلامية في بريطانيا المسؤولية عن ذلك للسياسات الحكومية والخطاب الرسمي لأنه يهدد السلم الاجتماعي والعلاقات بين مكونات المجتمع البريطاني حسب وصفه.
وظهر ما يسمى رابطة الدفاع الإنجليزية المثيرة للجدل بشكل مفاجئ في العام الماضي، ويعتقد على نطاق واسع أنها على صلة وثيقة بالحزب القومي البريطاني وباتت تشكل قلقا متزايدا للكثيرين بسبب أهدافها وشعاراتها العنصرية، كما أنها نظمت سلسلة من الاحتجاجات والمظاهرات المناهضة للمسلمين في جميع أنحاء البلاد انتهت جميعها باشتباكات وأعمال عنف.
وتقوم الجماعة بتنظيم المظاهرات المناهضة للإسلام احتجاجا على ما تعتبره الإسلام المتطرف وضد أسلمة بريطانيا وبناء المساجد فيها، كما تشترك مع جماعات يمينية في احتجاجات مستمرة تستهدف تجمعات المسلمين.
وتواجه الرابطة حملات مناهضة قوية من معظم فئات المجتمع ومن جميع الديانات والاتجاهات كما أن الإعلام البريطاني انضم لهذه الحملات معتبرا رابطة الدفاع الإنجليزية تهديدا لوحدة المجتمع البريطاني.
المصدر: الجزيرة